الجامع الاموي بدمشق

من أشهر آثار دمشق على الإطلاق وهو الأثر الوحيد المتكامل والباقي من آثار دمشق.
بنى امبراطور الروم ثيوذوسيوس كنيسة يوحنا المعمدان في دمشق عام 379م. وكان روم دمشق يصلون بها . عام 634 هاجم العرب دمشق ليحتلوها ، فهاجمها “خالد بن الوليد من جهة الشرق ” و”ابو عبيدة بن الجراح من جهة الغرب “. الروم دافعوا عن مدينتهم من جهة “خالد” بالقتال ، فيما سلموا المدينة صلحاً من جهة “ابي عبيدة”. ولذلك فقد اتفق على أن يتحول نصف الكنيسة من جهة خالد مسجداً للمسلمين ، وأن يبقى نصفها الثاني من جهة ابي عبيدة كنيسة للروم. لكن خليفة الأمويين الوليد بن عبد الملك ، نكث العهد عام 705 ، وأراد ان يحول “كل الكنيسة مسجداً”. ويقول “ابن عساكر” :” لما صارت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك عزم على أخذ بقية هذه الكنيسة وإضافتها إلى ما بأيدي المسلمين وجعل الجميع مسجداً واحداً”. حاول الخليفة إقناع المسيحيين بالتخلي عن كنيستهم ، بالترغيب أولاً ففشل. ثم أمر بالهدم.   صور الجامع الاموي
بقي هذا الجامع على مرّ العصور التي تعاقبت على دمشق الأثر الخالد، الذي يتعرض للمآسي والنكبات ثم يعود ليقف شامخاً من جديد، حتى أصبح وكأنه متحف دمشقي تخبىء جدرانه كل تاريخ أقدم مدينة مأهولة في العالم، دمشق الفيحاء، فجدران الجامع الخارجية مازالت تحتفظ ببقايا زخارف وكتابات رومانية ومن تحت أحجارها ظهرت آثار آرامية ويوجد بقايا بيزنطية من خلال تيجان الأعمدة المستخدمة لكونه كنيسة قبل ان يتم تحويله الى مسجد ومازال قبر يوحنا المعمدان موجود يعرف بالنبي يحيى،
أما البصمة الأموية فهي الأوضح والأبقى من خلال مخطط الجامع وبقاياه الأصلية كالفسيفساء والزخارف والنوافذ، وهناك بقايا سلجوقية وأيوبية ومملوكية كالأبواب والشريط الكتابي المؤطر للأروقة وبعد الكتابات على الأعمدة والسواقف ومئذنة قايتباي، وبقايا عثمانية أتت إثر الزلزال المدمر عام 1759 والحريق الكبير عام 1893.
            صور الجامع الاموي
للجامع الأموي أربعة أبواب، ثلاثة أبواب تنفتح على صحن الجامع وهي الشرقي، والغربي، والشمالي، أما الباب الرابع وهو الباب القبلي فينفتح على حرم الجامع.
تؤكد المصادر التاريخية والأثرية أن صحن الجامع في عهد الوليد كان خالياً من القباب وقد شيدت هذه القباب الثلاث القائمة حالياً في عهود لاحقة، يتموضع في صحن الجامع ثلاث قباب متوزعة، الأولى غربية تعرف بقبة الخزنة وفي وسط الصحن تتموضع القبة الثانية وتضم بركة ماء فوقها أقواس وعلى جانبيها عمودان، والثالثة وهي القبة الشرقية المسماة بـقبة الساعات.
وتشرف على صحن الجامع ثلاث مآذن هي مئذنة قايتباي ومئذنة عيسى ومئذنة العروس.
يحيط بصحن الجامع الرواق الغربي وهو يبدأ بـباب بريد وعلى جدار هذا الرواق تتوضع أطول وأقدم قطعة فسيفسائية أموية أصيلة في العالم، والرواق الشمالي والذي يتوسطه باب العمارة، والرواق الشرقي والذي ينتهي بـباب جيرون.
في جانبي الصحن من جهة الشرق والغرب أربعة قاعات مستطيلة الشكل وقد سميت هذه القاعات بمشاهد للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. ففي الجهة الغربية يتوضع على يسار الباب الغربي مشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد تحول هذا المشهد إلى قاعة الاستقبال الرسمية للجامع.
وعلى يمين الباب الغربي من جهة صحن الجامع يوجد مشهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وفي الجهة الشرقية من صحن الجامع يوجد على يمين باب جيرون مشهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي يضم متحف الجامع. وعلى يسار باب جيرون يوجد مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه والمشهد عبارة عن  قاعة كبيرة، بحجم بقية القاعات إلاّ أنها تنفتح على قاعة أصغر منها تتضمن مقاماً لرأس سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ويُعتقد أن هذه الإضافة قد تمت في العهد الفاطمي.
                                          صور الجامع الاموي