مدينة السقيلبية


السقيلبية مدينة سورية تقع في منطقة الغاب في محافظة حماة تقع إلى الشمال الغرب من مدينة حماة وعلى مسافة 48 كلم.عدد السكان 16,840 نسمة وهي ذات غالبية مسيحية وفقاً لإحصائيات عام 2010 .
مركز ونواحي الغاب : السقيلبية .  ·  سلحب ·  الزيارة ·  شطحة · قلعة المضيق 
السقيلبية بحسب المصادر مدينة وجدت منذ أيام الآراميين وازدهرت مع ازدهار أفاميا التي تفه شمالها. هُجرت عدة مرات وأعيد عمارها، وآخر مرة هجرت فيها كان في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي. حيث أتى عليها زلزال عام1157م.
“السقيلبية” كلمة آرامية تعني “المقاوم، المواجه، المقابل، العنيد” وهي تسمية جاءت من طبيعة موقعها ووظيفتها بالنسبة إلى حاضرة أفاميا، إذ كانت السقيلبية تُشكل موقعاً عسكرياً هاماً يواجه ويتصدى لجميع الغارات التي تستهدف أفاميا من جهة الجنوب.
“سلوقوبيلوس” (SELEUCOBELOS) معناها إما بوابة سلوقية أو سلوقية العاصي. يرجح بعض الدارسين انّ السقيلبية هي نفسها(سلوقوبيلوس SELEUCOBELOS التي أنشأها السلوقيون وقائدهم سلوقوس نيكاتور(312/280ق.م)، أحد قادة الأسكندر المقدوني.)(منهم الأستاذ أديب قوندراق، والدكتور محمد حربة والدكتور علي موسى، بينما يرى الدكتور جورج نحاس في كتابه الصادر سنة2007ً” مكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى- الثانية بأنها دير شميل) .
تمركز السكان قديمآ فوق التل وبنوا عليه بيوتهم الأولى من المحيط في البيئة الطين والخشب، وتشهد الآثار المكتشفة في السقيلبية على تطور زراعي وصناعي هام. فبالإضافة إلى الأواني الفخارية المتعددة الأشكال التي تم العثور عليها في منطقة التل، عثر أيضاً لمعاصر زيتون من العهد الروماني تدل على انتشار زراعة الزيتون في تلك المنطقة منذ العصور القديمة.

«لقد شهدت مدينة "السقيلبية" توسعاً عمرانياً كبيراً خاصة بعد عام /1960/ وقد كان لتجفيف الغاب واستصلاحه أكبر الأثر في ذلك وقد دخلت الكهرباء إلى "السقيلبية" في عام 1965، وصدر أول مخطط تنظيمي لها بتاريخ 12/2/1967 بموجب القرار الوزاري رقم /382/ وقد عدل وتم توسيعه أكثر من مرة كان آخرها القرار رقم /2042/ المصدق بتاريخ 27/9/2003 حيث بلغت المساحة المشمولة بالمخطط التنظيمي لمدينة "السقيلبية" /450/ هكتاراً بحيث تشمل عدداً من الأحياء أهمها:(سهم البيدر - سلطانية - التل والبلدة القديمة - حي السوق - العبرة - عين الباردة)، جميعها مخدمة بالكهرباء والمياه والهاتف والطرق والصرف الصحي وتوجد فيها مرافق خدمية هامة مثل: المركز الثقافي العربي بالسقيلبية، والنادي الرياضي والمشفى الوطني الذي افتتح حديثاً بسعة /120/ سريراً ويقدم خدمات كبيرة لأهالي المدينة والقرى المجاورة في منطقة الغاب، بالإضافة إلى المركز الصحي الإشرافي ومستوصف، كذلك يوجد عدد من المشافي الخاصة منها: مشفى الكندي، ومشفى الجراحة والتوليد، كما يوجد أيضاً فيها عدد من المدارس للتعليم الأساسي والثانوي، وثانوية صناعية وتجارية وفنية، ومعهد زراعي واحد.
ومن الناحية الإنتاجية فإن الأراضي الزراعية في منطقة "السقيلبية" والغاب تنتج عدداً هامّاً من المحاصيل الاستراتيجية، أهمها: القمح والقطن والشوندر السكري والبقول والخضراوات بأنواعها ويتم تسويقها عبر مركز الحبوب بـ"السقيلبية" ومعمل السكر في "تل سلحب" ومحالج القطن في "حماه"، كذلك يوجد فيها عدد من المداجن الخاصة بإنتاج الفروج والبيض كذلك عدد من المسامك والتي تلبي حاجة المدينة والقرى المجاورة.
«
إن قرب مدينة "السقيلبية" من قلعة "أفاميا" وإطلالتها على سهل الغاب ومناخها المعتدل جعل منها مركزاً سياحياً هاماً يؤمه عدد كبير من السياح السوريين والعرب والأجانب خاصة في فصل الصيف حيث يزداد عدد رواد المصايف ومحبي السياحة البيئية الذين يقصدون "أبو قبيس" و"نهر البارد" والمقاصف الموجودة 
في مدينة "السقيلبية" ومنها مقصف الرابية ومسبح ومنتزه عين الورد وهي استثمارات خاصة بمجلس المدينة كذلك مقاصف الشلال والساهر، وهناك ثلاث منشآت سياحية كبيرة قيد البناء وستكون جاهزة لتكون في الخدمة قريباً، هذا بالإضافة إلى الكافيتريات المتوسطة الحجم والمتنوعة والتي تقدم خدمات مميزة، كذلك يوجد في مدينة "السقيلبية" عدد من الحدائق العامة والمنتزهات ومدينة للملاهي.
تل السقيلبية- المدينة القديمة
جانب من المدينة القديمة، أبعاد السطح العلوي للتل بحدود250خ330م تقريباً(حوالي70 ألف م2)
عندما مر بتلِها الباحث المهندس أحمد وصفي زكريا منتصف عشرينيات القرن الماضي وصفها بقوله: السقيلبية ذات الدور البيضاء، وهي كبيرة، وأهلها روم أرثوذكس يبلغون الألفين، وقد اشتهرت حنطتهم بالجودة تتخذ للبذر في أكثر الديار الحموية”
وحين زارها المستشرق الألماني ادوار ساخاو ومكث فيها ليوم واحد من بعد ظهر الثلاثاء 28/تشرين الأول 1879 قال عنها في كتابه (رحلة إلى سوريا وبلاد النهرين):
القرية تتوج مسطحاً دائرياً لتل معزول يرتفع في السهل والذي يبلغ ارتفاعه ربما (100-150)قدماً. وهذا التل يعطي انطباعاً وكأنها صنعته يد إنسان.