محافظة و مدينة دمشق

تعد مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية أقدم مدينة في العالم ما تزال عامرة حتى اليوم. وقد سكنها الإنسان منذ الألف الثانية قبل الميلاد، ومن ذلك الوقت ظلت مركز حياة مدنية مزدهرة.
ورد ذكر المدينة في رسائل تل العمارنة التي تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م باسم دمشقا، والمرجح أن أصل التسمية آرامي وهو "مشق" تتقدمه دال النسبة ومعنى العبارة "الأرض المزهرة أو الحديقة الغناء"، وذكرت تفسيرات عديدة لاسمها، لكن التفسير السابق هو أكثرها موضوعية. ويسميها البعض بأسماء أخرى مثل جلّق أو الشام وتلقب أيضاً بالفيحاء (أي واسعة الدور والرياض) وغير ذلك من تسميات.
تقع مدينة دمشق جنوب الجمهورية العربية السورية ، وتطوقها سلاسل جبال القلمون ولبنان الشرقية من الشمال والغرب، والمرتفعات البركانية لحوران والجولان من الجنوب والشرق. وقد قامت دمشق القديمة على بعد عشرة كيلومترات من خانق الربوة، على الضفة الجنوبية لنهر بردى، الذي يعتبر شريان الحياة في المدينة، إذ لولاه لما عاشت المدينة في موقع تسيطر عليه تأثيرات بادية الشام، وتشكل الجبال الواقعة إلى الغرب منه حاجزاً طبيعياً للمطر القادم من البحر المتوسط. 

تضم دمشق العديد من الأحياء العريقة والتاريخية القديمة والأحياء الحديثة.
أهم أحياء دمشق هي; دمشق القديمة التي تضم العديد من الأحياء القديمة التي تتواجد داخل أسوار المدينة القديمة بمبانيها وشوارعها وحاراتها وكنائسها وجوامعها ومدارسها التاريخية وقلعتها وأسواقها الشهيرة.
ومن أحياء دمشق خارج السور الأثري القديم: حي الميدان، جوبر ،الشاغور، القنوات ،الصالحية، المزرعة، المهاجرين، المالكي، ركن الدين، المزة، أبو رمانة، كفر سوسة، الشعلان، باب توما، البرامكة، القابون، برزة ومساكنها، وشارع بغداد والقصاع وغيرهم. تتميز شوارع أو حارات دمشق القديمة بأنها ضيقة ذات بيوت متقاربة وشوارع مرصوفة بالحجارة في عدد من أقسامها وتشعر وأنت تسير في إحداها وكأنك دخلت إلى التاريخ فهذا جامع أو مسجد قديم وهذه كنيسة أثرية أو دار للحكم وهذا حمام دمشقي أو خان أثري أو دار لأحد مشاهير التاريخ أو مقام لصحابي أو ملك أو قائد أو حاكم أو عالم أو فقيه أو مدرسة تاريخية تعود لعصور قديمة أو حوانيت داخل سوق أثري أو بوابات وأعمدة رومانية أو بقايا معبد قديم فعلا أنت داخل التاريخ.  في دمشق أسواق شهيرة ومن أشهر أسواق الشرق وشوارع أثرية تاريخية وقد ذكر أحدها في العهد الجديد (الكتاب المقدس) تحت اسم الشارع المستقيم،  حيث عاش القديس يوحنا الدمشقي (بولص الرسول) الذي انطلق من دمشق مبشرا بالديانة المسيحية في أوروبا. ويتميز البيت الدمشقي (أو البيت العربي كما يدعى في سوريا) بغرف موزعة في طابقين تحيط بفسحة مكشوفة مزينة بالأزهار والورود والنباتات والبحرة ونوافير المياه  ويعد قصر العظم من أهم الأمثلة على البيت الدمشقي.  وفي دمشق أكثر من 200 مسجد وجامع.
أهم هذه المساجد، وربما أشهر معالم دمشق، هو المسجد الأموي الكبير وهو من رموز الإسلام الشهيرة عالميا. من مساجد دمشق الشهيرة الأخرى جامع التكية السليمانية، الذي بناه السلطان العثماني سليم الأول عام 1516،  ومسجد السنانية وعدد 
من الكنائس الشهيرة مثل كنيسة حنانيا والكنيسة المريمية وكنيسة القديس بولس على السور وكاتدرائية سيدة النياح وكنيسة القديس يوحنا الدمشقي وكنيسة الصليب المقدس والمقدسات والمقامات الدينية والمدارس التاريخية ومركز ودور العلم التي تعود لعصور تاريخية مختلفة.
 تعتبر مدينة دمشق من أهم مراكز الثقافة العربية والإسلامية في العالم العربي بتاريخها العريق الغني بأهم المراجع العلمية والفقهية والثقافية والأدبية في التاريخ العربي والإسلامي. من المنشآت الثقافية في دمشق، أول مجمع للغة العربية في الوطن العربي ومراكز العلم والمدارس التاريخية ومتحف دمشق الوطني وجامعة دمشق 1923 والمكتبة الظاهرية ومكتبة الأسد الوطنية 1982 ودار الأوبرا السورية وعدد من المراكز الثقافية العربية في مناطق دمشق.