قرية عين الجرن


عين الجرن.. تسمية لقرية جميلة من قرى صافيتا الخضراء، تربص القرية في السفح الغربي لجبل الضهر مرتفعة عن سطح البحر حوالي/315/ م.
تبعد عين الجرن عن صافيتا حوالي سبعة كيلومترات، يخترقها طريق عام معبد سياحي يصل مدينة صافيتا ببلدة مشتى الحلو، ويمر من الجهة الشمالية للقرية متابعاً إلى المشتى التي تبعد عنها سبعة عشر كيلومتراً.
ارتفاع القرية مقارنة مع مثيلاتها من القرى المجاورة وامتداد سهلها الفسيح من الجهة الغربية والجنوبية على مد النظر يمكنان الناظر من أن يرى بأم عينه البحر المتوسط وخليج عكار ومدينة طرابلس أيضاً بشكل واضح وجلي وبالعين المجردة فمع أن مناخها في الصيف حار إلا أن منظر جبال عكار المناظرة لسفوح القرية والمكللة بالثلوج طوال العام تقريباً تشعرك بأن هذه القرية عليلة الهواء باردة النسمات.
قرية عين الجرن قرية أثرية ذات طابع مسيحي، ويشهد على ذلك آثار قديمة لكنيسة عاصون والتي لم يبق منها سوى بناء بهيئة قبو عقدي بجدرانه الأربعة، وبقايا لمبان قديمة مجاورة على مساحة تزيد على عشرة هكتارات مربعة، وحول هذه الآثار المهدمة توجد آبار لجمع الماء الذي جُرَّ إليها من نبع عين الجرن بقنوات فخارية، وحولها مقابر قديمة منتشرة جنوبها وشمالها.
إضافة لكنيسة عاصون كنيسة مار ميخائيل في أقصى الجنوب من القرية، لكنها كنيسة حديثة العهد تم الانتهاء من تشييدها عام 1986م على نفقة أبنائها المغتربين الذين يربطهم بقريتهم إحساس عال من الانتماء والحنين.
تتميز قرية عين الجرن بغزارة ينابيعها ومياهها ويعود الفضل في ذلك لشتائها المعطاء الذي يتميز برعده وبرقه وغزارة أمطاره، ويعد نهر الأبرش من أهم مصادر القرية المائية فهو يخترق القرية باتجاه الجنوب الغربي محاطاً بأشجار الصفصاف والحور وجنائن الليمون متجهاً نحو البحر ناشراً حوله الخضرة والحياة، يليه نبع يدعى عين الجرن وهو نبع القرية تتدفق مياهه كالشلال وإليه تعود تسمية هذه القرية التي ما تزال حتى يومنا هذا تعتمد عليه في شربها لأنه نبع دائم وعذب وصالح للشرب ونقي، ويعتقد أن هذا النبع روماني يقع إلى الشمال من القرية في سفح الجبل وقد تبين أن له قناة بنيت من الحجارة والكلس متصلة بمغارة صغيرة يبلغ حجمها حوالي /3/ أمتار مكعبة.