جبل قاسيون


قاسيون هو جبل يطل على مدينة دمشق عاصمة سوريا,يعتبر جبل قاسيون امتدادا جغرافيا ل سلسلة جبال لبنان الشرقية. امتد النشاط العمراني لمدينة دمشق خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ليشمل سفح جبل قاسيون . حيث تقع بعض أحياء دمشق مثل حي المهاجرين ، حي ركن الدين ، حي أبورمانة والشيخ محي الدين وغيرها. ترتفع قمة جبل قاسيون 1153 مترا عن سطح البحر.توجد على قمة الجبل محطة لتقوية البث الأذاعي و التلفزيوني. يعتبر جبل قاسيون أحد أماكن التنزه والترفيه الرئيسية لسكان مدينة دمشق. كما يمكن مشاهدة مدينة دمشق بالكامل من على سفحه. يقع على سفح جبل قاسيون من الجهة الجنوبية الغربية نصب الجندي المجهول.


وقد سمي قاسيون بجبل الصالحية وجبل دير مران وتسميات عديدة ولكن تبقى كلمة قاسيون هي التسمية لهذا الجبل الشامخ يشاهده الزائر لدمشق من كل شارع وزقاق ومنزل مرتفع.


ويطل منه الزائر على منظر لا اجمل ولا اروع لدمشق خاصة في الليل حيث تتزين المدينة بمصابيحها وانوارها وفوانيس حاراتها القديمة ولذلك اقيمت على ذروته الاستراحات والمصاطب ليتمكن الزائر من رؤية دمشق عبر قاسيون بمشاهد بانورامية وتم تشجير العديد من اقسامه ليلطف مناخ دمشق وهوائها الذي لوثته عوادم السيارات ومداخن المصانع.


وتنتصب في قمة الجبل بالقرب من منطقة الربوة صخرة الحب التي تروي الاساطير حولها وقد حفرت عليها عبارتان هما "اذكرني دائما" و "لن انساك" حيث تقول الحكايات ان عاشقين دمشقيين كانا يلتقيان دائما وبعد فترة لم يتمكن العشيق من الزواج من عشيقته واراد اهلها خطبتها لشخص اخر فقام العشيقين بتسلق الصخرة الشاهقة في قاسيون وكتب عليها عبارة "اذكريني دائما" ومن ثم قامت العشيقة بكتابة عبارة "لن انساك" ويقال انهما انتحرا فيما بعد واصبحت الصخرة تعرف منذ ذلك الوقت باسم صخرة الحب حيث يكتب عليها العشاق عبارات الحب.


واحيط جبل قاسيون بالاساطير والاماكن المقدسة حيث تشير بعضها الى انه في سفحه الادنى كان يسكن ادم ابو البشر وفي اعلاه قتل قابيل اخاه هابيل وبقي لون الدم على صفحة الصخرة التي قتل عليها هابيل ظاهرا باديا.


وقد اصبحت احياء جبل قاسيون اليوم جزءا رئيسيا من مدينة دمشق بل ان الجزء الغربي من قاسيون اصبح من ارقى احياء دمشق فيه السفارات والوزارات.


ويعتبر سفح قاسيون في فصل الصيف وبخاصة في شهري يوليو واغسطس من اهم المتنزهات لسكان دمشق وزوارها العرب حيث برودة الجو هربا من حرارة العاصمة التي تصل في هذين الشهرين الى اكثر من 40 درجة مئوية حيث يقضون ساعات الليل هناك وحتى ساعة مبكرة من الصباح.
والزائر لجبل قاسيون حاليا يلاحظ الاهتمام الكبير من حيث تنظيم شارع الاستراحات في قمته وتشجير قسم كبير منه حتى يحقق المتعة والفائدة للسائح والزائر وقد بدا العمل بتشجير هذا الجبل منذ سنوات.
ويضم الجبل حاليا اكثر من 500 الف شجرة حراجية منها السرو والصنوبر وهناك الزيتون واشجار مثمرة اخرى كما تم حفر ابار مياه في الجبل وتنفيذ مصاطب مدت اليها شبكات سقاية لتزويدها بالمياه وتقوم محافظة دمشق باستصلاح اراض جديدة من الجبل ضمن خطة سنوية للزراعة وزيادة المساحة المزروعة خاصة في المنطقة الخلفية. ومن المتوقع ان يتحول جبل قاسيون الى غابة غناء بعد انتهاء اعمال تشجيره والتي تواجه صعوبات عديدة بسبب الطبيعة الجيولوجية القاسية