منطقة الجزيرة السورية

وهي تشمل المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سورية، أي محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، وبمساحة تبلغ نحو ثلث مساحة سورية، ممتدة على أراضي الجزيرة السورية وجزءاً من البادية الشامية في محافظتي الرقة ودير الزور، ممتدة تلك المنطقة من الحدود التركية شمالاً والحدود العراقية شرقاً وحتى حدود محافظة حلب من الغرب ومحافظتي حماه وحمص من الجنوب الغربي. وهي من المحافظات القليلة الأمطار في سورية، حيث أن نحو ثلثي مساحة تلك المحافظات مجتمعة أمطارها دون (250مم) سنوياً. وهي الأكثر تطرفاً في درجات حرارتها؛ فصيفها حار تصل الحرارة العظمى المطلقة فيه إلى أكثر من (45ْم) في بعض السنوات، وشتاءها مائل للبرودة، تنخفض الحرارة الصغرى المطلقة إلى ما دون التجمد. والأرض سهلية عموماً مع بعض العوارض الجبلية التي تنتصب فوقها (امتداد جبل سنجار، جبل عبد العزيز وطوال العبا، وجبل قره شوك) . ويشقها نهر الفرات ورافديه الخابور والبليخ. والفرات ورافديه عصب الحياة لهذه المنطقة قديماً وحديثاً، فعلى ضفاف الفرات ورافديه ازدهرت حضارات وقامت مدن ما تزال أطلالها وبقاياها شاهدة على تاريخ هذه المنطقة العريق الموغل في القدم.
  تشتهر الجزيرة السورية بانهارها (الفرات، دجلة، الخابور، جغجغ،  وبليخ) ، وكذلك بمدنها الاثرية التي تشكل حلقات وصل مهمة ما بين المدن والبلدات العراقية والمناطق السورية الممتدة على طول وعرض رقعة الجزيرة السورية. فمثلا، لعبت مدينة ماري الاثرية (تبعد 11 كم شمال غربي البوكمال السورية مقابل منطقة القائم العراقية) دورا مهما في ربط بلاد ما بين النهرين بسوريا الداخلية (بلاد الشام) ، كما اصبحت منطقة تل براك الواقعة نحو 50 كلم جنوب غربي مدينة القامشلي، (وتعني تل براك بالسريانية تل السجود او التبرك والعبادة) محطة مهمة للامبراطورية الاكادية في طريق توسعها باتجاه الغرب، حيث بنى له الملك الاكادي (العراقي) نارام سين قصرا ضخما ما زالت اثاره باقية في تل براك.  وكذلك جعل الملك الاشوري شمشي حدد احدى عواصمه في تل ليلان او كما تعرف بـ "شوبات إنليل" (تبعد عن مدينة القامشلي السورية 25 كم) . ولعبت ايضا الممالك الارامية (مملكة آرام النهرين، بين نهري الفرات والخابور) ومملكة (بيت بخياني في تل حلف) دورا ثقافيا وجسرا للتواصل ما بين مناطق شرق الفرات وغربه. اما مدينة الرقا فقد كانت مركزا مهما من مراكز كنيسة المشرق السريانية، وفيها عقدت اهم المجاميع الكنسية كما يروي لنا العلامة السوري مار ميخائيل رابو (1126 - 1199 م) ، وعلى رقعتها تنتشر اثار الاديرة والكناس السريانية، وفيها ايضا جامع اثري جميل وقصرا للرشيد، وظل السريان محافظين على تراثهم ولغتهم في الرقا لحين تدميرها على ايدي الشعوب التترية الوافدة (1258 – 1401) . وعلاوة على الميراث الرافديني الضخم والعريق في الجزيرة الفراتية، فانها تحتوي على ثروة نفطية لا بأس بها في منطقتي (رميلان وديرالزور) ، كما انها تعتبر غنية بزراعة القطن والحنطة. .  

الخابـور: وهو نهر في الجزيرة السورية، يجري ضمن أراضي محافظتي الحسكة ودير الزور طوله 460كم. يبدأ من عين الغزال في سفوح جبل كاراجاداغ بأعالي الجزيرة في تركيا ويدخل عند مدينة رأس العين محافظة الحسكة على ارتفاع 347م عن سطح البحر. وبعد أن يلتقي وبشكل متتابع مع رافديه الجرجب والزركان بين رأس العين وتل تمر، يمر بمدينة الحسكة ليلتقي شرقا بالرافد الأساسي والأخير نهر جغجغ، ثم يتابع سيره في أراضي الجزيرة السفلى الجافة في ناحيتي الشدادة ومركدة ليدخل أراضي محافظة دير الزور وينتهي منها إلى نهر الفرات عند مدينة البصيرة على ارتفاع 187م عن سطح البحر. والرافد الثاني لنهر الفرات هو البليخ.