قرية جرنى


جرنى قرية جميلة أخذت اسمها من صناعة أجران القمح
تشتهر العديد من قرى الريف السوري بصناعات قد تكتسب اسمها منها كقرية بجرنة التي تقع في ريف مدينة جبلة حيث برعت في صناعة الجرن الذي استخدم أيام ما قبل التاريخ لطحن القمح.
وتأخذ هذه القرية الوادعة شكل جرن الحنطة الذي تلفه أشجار القطلب المثمرة بثمار حمراء وأحيانا زهرية
للاستمتاع بمنظر القرية لا بد من الصعود إلى القرية التي تقع بقربها وهي تل حويري حيث تعطي صورة واضحة عن القرية كما أنها تزود الزائر بالمنظر الحقيقي للقرية والذي هو الجرن.
أن صخور وحجارة هذه القرية تعتبر من أفضل الصخور في سورية لصنع الأجران فلها لون أبيض محمر يأسر العين بلونه ويمكن القول انه من الصعب العثور على مثل هذه الأحجار في قرية أخرى ومن وجهة نظر اهل القرية تضاهي الأحجار الكريمة بقيمتها.
ويغلب على شكل القرية الغطاء الشجري الذي يضمها بين أحضانه كما أن المنازل تقع معظمها على الأرياف والذي يعني حسب لغة القرويون حافة الجبل لدرجة أن المرء يخال إليه أنه مع الرعد والبرق ستتهدم المنازل على أصحابها لكن من يدرك طبيعة أرض بجرنة ذات الطبيعة الغليظة كأشارة على مدى صلابتها يعرف أن البيوت ستبقى على حالها مع كل العواصف والظروف المناخية الصعبة.
اللافت أن هناك العديد من الأشجار تنمو على الصخر ما يدل على خصوبة الصخر الموجود في قرية بجرنى كما أن الأشجار بكثافة لم يسبق لها مثيل تغطيها ومعظمها لم يتدخل الإنسان بزراعتها ويصل ارتفاع العديد منها ستة أمتار وأكثر.
ورغم أن عدد سكان قرية بجرنة قليل إلا أنها تشتهر بزراعة معظم أنواع الخضراوات والأشجار المثمرة والفواكه رغم كثرة الصخور في أراضيها.
أن العديد من القواميس الآرامية والعربية تؤكد حقيقة معنى اسم بجرنة ففي الأرامية تعني جرمقه وطحن وطاحون ومعظمها تعود إلى القمح أما في العربية فتعني حجراً منقوراً في الماء وكثيرا ما يقال جرن الحب أي طحنه يمكن لأي شخص كان الوصول إلى هذه الحقيقة من صخور بجرنة المتوضعة على ضفاف النهر الذي يخترقها والتي يغلب على شكلها الجرن.