قلعة المرقب

تقع قلعة المرقب قرب مدينة بانياس الساحلية في محافظة طرطوس،
وتتوضع على هضبة صخرية بركانية ترتفع 360 متراً عن سطح البحر،
مما يعطيها موقعاً منيعاً جعلها تتحكم بالساحل السوري على البحر الأبيض
بناها العرب المسلمون ثم استولى عليها البيزنطيون قبل
أن يتناوب عليها العرب والفرنجة في مراحل تاريخية عديدة.
ولا تزال آثارها المهيبة شاهداً على الأدوار التاريخية العظيمة التي لعبتها.
شهرتها   
صور قلعة المرقب
كانت تعرف أيام اليونان باسم (بلانيا)
عرفت قلعة المرقب من قبل اللاتين باسم مارغت ( margat )
وعند البيزنطيين مارغاتوم (margathum) ومارغانت ( margant )
وأطلق عليها العرب اسم قلعة المرقب
حيث يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان
: «المَرقَب بالفتح ثم السكون ثم بالقاف المفتوحة هو اسم الموقع الذي يرقب منه».
وكانت تشتهر ببساتينها ورياضها الكثيرة وبتصدير الخشب
يظهر جمال هذه المدينة من خلال حدائقها والتلال الخضراء العالية
التي تبدو وراء المدينة والتي تعلو إحدى قممها قلعة المرقب
المهيبة الضخمة بأحجارها البازلتية السوداء.
يحد القلعة من الشرق سلسلة من الجبال الداخلية والوديان العميقة
أما في الجهة الجنوبية الغربية فتتوالى الارتفاعات والمنخفضات
إلى أن تزول تماماً قرب سطح البحر.
أول من بناها هم العرب المسلمون عام 1062م أثناء استيطانهم في المنطقة
الذي دام حتى عام 1104م. حيث استولى عليها البيزنطيون
بعد ذلك بقيادة جون كانتازيسنوس خلال صراعه للحصول على مدينة اللاذقية،
ثم استولى عليها العرب مرة أخرى وقاموا بترميمها مابين عامي 1116-1118م
وبعد مفاوضات تم التنازل عن القلعة من قبل حاكم المرقب
ابن محرز إلى أمير أنطاكية روجر مقابل مقاطعة أخرى،
ثم تنازل عنها الأخير مقابل فدية إلى عائلة منصور.
في الأعوام 1157-1170- 1186م تعرضت القلعة للزلازل
واستهلك ترميمها مبالغ كبيرة أنفقت من قبل عائلة منصور.
في عام 1188 مر صلاح الدين الأيوبي من المرقب
آتياً من شمال سورية ولكنه لم يهاجمها، ثم سير الملك الظاهر
غازي سلطان مدينة حلب عام 601 هـ (1204-1205)
حملة إلى المرقب خربت أبراج السور ولكنها انسحبت لمقتل قائد الحملة
بعد أن قاربت من الاستيلاء على القلعة.
وفي عام 1269-1271 قام العرب بمهاجمة القلعة مرة أخرى.
إن مسقط القلعة الضخم عبارة عن مثلث ضيق مساحته حوالي 60000 م2 تتجه
زاويته الحادة نحو الجنوب، ويندمج حرفه مع الصخور المشكلة لجبل الأنصارية،
تبدو نقطة ضعف الموقع في الجهة الجنوبية التي كانت
السبب في زيادة التحصين عند هذه الزاوية الدائرية لصد الهجمات المتوقعة
من ذلك الاتجاه.
تتألف القلعة من سور مزدوج أحدهما خارجي والآخر داخلي
لزيادة تحصين القلعة ومناعتها،
كما تقسم القلعة إلى قسمين، القلعة الخارجية التي تشمل الأبنية السكنية
والقلعة الداخلية التي تضمن مجموعة الأبنية الدفاعية المحصنة
بأبراج دائرية ومستطيلة يعلوها البرج الرئيسي،والخارجي
كما يوجد العديد من (الاصطبلات) و(المخازن) والمستودعات المنفصلة.
برج الفرسان الذي استخدم كبرج مدخل ثانوي إضافة لبرج المدخل الرئيسي
ويمكن منه الوصول مباشرة إلى التحصينات الواقعة في الجهة الجنوبية.
الكنيسة وهي أكثر الأبنية ارتفاعاً بين الأبنية المحيطة بالساحة
الرئيسية وهو بناء موجه باتجاه شرق – غرب وبشكل طولاني كما
هي معظم الكنائس تبلغ أبعاد الكنيسة ( 7.64م × 19م)
ومخططها شبيه بمخطط كنائس جنوب فرنسا في القرن
الحادي عشر، ويمكن أن نعيد بناء الكنيسة للربع الأخير
من القرن الثاني عشر أي بعد بداية استيلاء الإسبتارية على القلعة.

الابراج.
البرج الرئيسي

وهو أهم بناء في القلعة، ويعد نموذجاً مثالياً للأبراج الدائرية
التي أقيمت في القرن الثالث عشر حيث يبلغ قطره 21م تقريباً
القلعة الخارجية
يظهر فيها عدد من أبراج السور الخارجي ومراميه.
برج قلاوون الشمالي
برج دائري بقطر 25م تقريباً يتكون من نواة أساسية مشكلة
من برج نصف دائري وقد تم تصفيح هذا البرج بحجارة
بازلتية كبيرة الحجم ومنحوتة بطريقة متقنة.
برج المراقبة أو برج الصبي
هو جزء مهم من دفاعات قلعة المرقب، يقع جنوب غرب بانياس
على يمين أوتستراد طرطوس-اللاذقية،
يعود بناؤه إلى الفترة الصليبية ، مبني بحجارة بازلتية،
قال راي في وصفها «المرقب أشبه بمدينة فريدة من نوعها،
تقع على صخرة كبيرة مشرفة على كل من حولها يمكن الوصول
إليها في حالة النجدة ولا يمكن الوصول إليها في حالة القتال،
النسر والصقر وحدهما يمكنهما التحليق فوق أسوارها».
يتم الدخول إلى القلعة عبر برج البوابة الرئيسي
والذي يمكن الوصول من خلاله إلى الحصن الداخلي و إلى القلعة
الخارجية مشكلاً صلة وصل بين السورين الداخلي..

                     صور قلعة المرقب